لعب الأطفال في المسجدبين المرح والاحترام
المسجد هو مكان العبادة والتأمل الروحي للمسلمين، وهو يمثل بيت الله في الأرض. ومع ذلك، فإن المساجد ليست مجرد أماكن للصلاة فحسب، بل هي مراكز للتواصل الاجتماعي والتعليم. ومن الطبيعي أن يصطحب الآباء أطفالهم إلى المسجد لتعويدهم على الصلاة وتربيتهم على القيم الإسلامية. لكن يبقى السؤال: هل يُسمح للأطفال باللعب في المسجد؟ وما هي الحدود بين المرح واحترام قدسية المكان؟ لعبالأطفالفيالمسجدبينالمرحوالاحترام
أهمية تعويد الأطفال على المسجد
يُعد اصطحاب الأطفال إلى المسجد من الأمور المحببة في الإسلام، حيث كان النبي محمد ﷺ يشجع على ذلك. فقد روى البخاري ومسلم عن أبي قتادة أن النبي ﷺ كان يحمل أمامة بنت زينب وهو يصلي بالناس. كما أن تعويد الطفل على المسجد يساعده على الارتباط بالعبادة منذ الصغر، مما يجعله أكثر التزامًا عندما يكبر.
ومع ذلك، فإن بعض الأطفال قد يجدون صعوبة في الجلوس بهدوء طوال الوقت، خاصة في سن مبكرة. هنا يأتي دور الأهل في توجيههم بلطف وتعليمهم آداب المسجد دون كبت لطبيعتهم البريئة.
اللعب في المسجد: متى يكون مقبولًا؟
ليس كل لعب للأطفال في المسجد مرفوضًا، بل هناك ضوابط يجب مراعاتها:
- عدم إزعاج المصلين: يجب ألا يتسبب لعب الأطفال في تشويش على المصلين أو إعاقة حركتهم، خاصة في أوقات الصلاة.
- اختيار الألعاب الهادئة: يمكن توفير ألعاب بسيطة لا تصدر أصواتًا مزعجة، مثل الكتب الإسلامية المصورة أو المكعبات الناعمة.
- تخصيص أماكن مناسبة: بعض المساجد توفر زوايا مخصصة للأطفال، حيث يمكنهم اللعب تحت إشراف الأهل دون التأثير على جو العبادة.
دور الأهل والمجتمع
على الآباء والأمهات تعليم أطفالهم احترام المسجد منذ الصغر، مع مراعاة أن الطفل بطبيعته يحتاج إلى حرية الحركة واللعب. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
لعبالأطفالفيالمسجدبينالمرحوالاحترام- التدرج في التعليم: بدءًا بتعويد الطفل على الجلوس لفترات قصيرة، ثم زيادة المدة تدريجيًا.
- استخدام أساليب تشجيعية: مثل مكافأة الطفل عندما يلتزم بالهدوء في المسجد.
- التعاون مع إدارة المسجد: للمساعدة في توفير أنشطة مناسبة للأطفال، مثل حلقات تحفيظ القرآن المصاحبة للأنشطة الترفيهية.
الخلاصة
المسجد ليس مكانًا للعب بشكل مطلق، ولكنه أيضًا ليس مكانًا للقسوة على الأطفال. المطلوب هو التوازن بين السماح لهم بالتعبير عن طفولتهم، مع الحفاظ على احترام قدسية المسجد. بتعاون الأهل والمجتمع، يمكن جعل المسجد بيئة جاذبة للأطفال، تساعدهم على حب العبادة دون أن يفقدوا براءتهم وفرحتهم.
لعبالأطفالفيالمسجدبينالمرحوالاحترام